بلغ الثلاثين من عمره و لم يكن يفكر بالزواج .. ينفق راتبه الشهري علي ادخال السرور علي نفسه من شراء احذية فقد كان محب
لجمع الاحذية حتي و ان كان يعلم انه لن يرتديها .. و كان محبا للفاكهة بكل انواعها و يشتري منها اقفاصا!!
حتي دفعوه اخوته دفعا للزواج حتي يجد من يعتني به عندما يتقدم به السن
.. فخطب فتاه بسيطة جدا تبدو ملامحها كملامح اهل شرق اسيا جسدها نحيل و بسمتها جميلة
بني لها منزلا بسيط لكن جميل و دافئ و تدخله الشمس كل يوم فتنير ايامهم و تدفئ قلوبهم
تزوجها في حفل كبير من جموع اهله و اهلها واخذها الي عش العصافير
مررت سنوات و كانهم عرسان جداد
مرضت هي بالفشل الكلوي و هلكهم اللف في المستشفيات .. و بعدها اكتشفوا عدم قدرتها علي الانجاب
كل ذلك و لم يمر 5 او 6 سنوات علي زواجهم .. !!
فماذا فعل هو !!
لم يفعل شيئا سوي الابتسام و القاء النكات و حمد الله علي نعمه و احتضنها كبنته
.. كان يوصلها للمستشفي في ايام الغسيل الكلوي المؤلم و يعود لياخذها و
و بين الحين و الاخر يساعدها في المطبخ و اعمال المنزل و لو رأيته لكنت استعجبت من ابتسامه الرضا و الحب علي وجهه
و بعد زواج دام 17 عام و هو محب لزوجته و صابر و راضي علي مرضها و علي عدم قدرتها علي الانجاب
لقد مرض هو مرضا شديدا و بقي شهرا في المستشفي
و اصبحت هي من ترعاه و تلازمه
كان كلما اشتد به الالم او التعب امسك بيدها و نظر في عينيها باكيا و هو يقول لها "هو خلاص كده !!" و بالطبع تبكي هي بكاءا شديدا ملهاش في الدنيا غيره ونيس و لا حبيب و لا اب و لا اخ و لا ابن
و هو ملوش غيرها بنته و حبيبته و زوجته و صديقته و كل شي تتمحور حياته حولها
.......
انتقل الي رحمه الله
و مازال محبا مخلصا وفيا .. زارني في حلم و روحه تلف حولها ترعاها و تلازمها و تطمئن علي احوالها
رحمك الله يا عمي و رزقك الفردوس الاعلي بجوار رسول الله صلي الله عليه و سلم
وحشتني <3